هرب النسر و الأسد و الثعبان حتى البومة طارت فى فزع بعيد بعيد إلى آخر القضبان و بقيت بهم شاهد فى هرع راقبت ذكرياتي و قد سرقها الدهر لأجنحتى مختلساً بلساني متحدثاً لفؤادي مقيداً بمنارتي مذللاً لمُناى سارقاً فعِتقي مُحالاً غدت له قلائد علمي خاتم سليمانا بإعتدائه أمست لى سرايا ملكي فقرا بلؤمه أصبح لى علاء حريتي قيودا مزيفاً لشوقي فجعلنى بالبصر عميّا !ما لك يا بحر السلم و قد غداك القتال ميتا !ما بك يا جنات الصدق و قد أمساكِ الزيف يبابا !ما خلقتكا الليالى كى تصبحا بنا غدارا !ما بك يا قلبي و قد فتنك البحر فكنت للرياح خصاما !يا ذى الأُنسِ و ما مسكِ من جنون .مِني أخذك فرحاً فأمسيت أنا بكيا !يا ذى الحرية و كم من نهر لسفنك مسرا !من مسراها ما جف فكم من حرية أمست للسفن غرقا !يا ذى الشجاعة و كم من إنس إصطفاه ثعبانك فبقى لك عبدا من تأليف: آية جودة